خلفية الأزمة
يأتي إعلان ترامب في سياق توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022. في الأسابيع الأخيرة، أصدر ترامب إنذاراً لروسيا، مطالباً بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، ومهدداً بفرض رسوم جمركية على الواردات الروسية ومشتري النفط الروسي. هذا الإنذار أثار رد فعل حاد من ميدفيديف، الذي حذر عبر منصة "إكس" من قدرات روسيا النووية، مشيراً إلى نظام "اليد الميتة"، وهو آلية سوفيتية يُزعم أنها قادرة على إطلاق رد نووي تلقائي في حال تعرضت القيادة الروسية لهجوم (رويترز، 1 أغسطس 2025).

رداً على ذلك، أعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشال" نشر غواصتين نوويتين، دون الكشف عما إذا كانتا نوويتي السلاح أو الدفع، أو تحديد مواقعهما، متبعاً سياسة "الغموض الاستراتيجي". وأكد مسؤول في البيت الأبيض لوكالة رويترز أن هذا الغموض يهدف إلى تعزيز الردع دون الكشف عن تفاصيل حساسة (رويترز، 1 أغسطس 2025).
تأثيرات محتملة على أسواق النفط والغاز
روسيا تُعد ثاني أكبر منتج للنفط الخام وأكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وأي تصعيد في العلاقات معها قد يؤثر على إمدادات الطاقة العالمية. تهديد ترامب بفرض عقوبات على مشتري النفط الروسي، مثل الصين والهند، قد يقلص الإمدادات، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. كما أن أي رد روسي بتقليص صادرات الغاز إلى أوروبا، التي تعتمد على روسيا بنسبة كبيرة، قد يفاقم أزمة الطاقة في القارة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء (رويترز، 1 أغسطس 2025).
النشر العسكري للغواصات، خاصة إذا اقترب من مناطق استراتيجية مثل بحر البلطيق، قد يزيد من المخاطر على البنية التحتية للطاقة، مثل خطوط أنابيب الغاز. هذه التوترات تأتي في وقت حساس، حيث تسعى أوروبا بالفعل إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي منذ 2022، ولكنها لا تزال تواجه تحديات في تأمين بدائل بتكاليف معقولة.
ردود الفعل
لم يصدر الكرملين تعليقاً رسمياً فورياً على قرار نشر الغواصات، لكن الرئيس فلاديمير بوتين أعرب اليوم عن استعداده لمواصلة محادثات السلام مع أوكرانيا، مؤكداً أن موقف موسكو لم يتغير (رويترز، 1 أغسطس 2025). في المقابل، أشار دبلوماسيون غربيون، نقلاً عن رويترز، إلى أن تصريحات ميدفيديف، رغم وصفها بـ"الطائشة" من قبل معارضي الكرملين، قد تعكس توجهات داخل دوائر صنع القرار في موسكو.
خاتمة
قرار ترامب بنشر غواصتين نوويتين، إلى جانب تهديداته بالعقوبات، يضع أسواق النفط والغاز العالمية أمام مخاطر اضطرابات محتملة. مع اقتراب الموعد النهائي للعقوبات في 8 أغسطس، يبقى العالم مترقباً لما إذا كانت الدبلوماسية ستتمكن من نزع فتيل الأزمة أم أن التوترات ستؤدي إلى تصعيد اقتصادي وعسكري أوسع.
المراجع
رويترز، 1 أغسطس 2025، "Trump Orders Two Nuclear Submarines Moved in Response to Medvedev's Threats"، من تأليف رايان باتريك جونز، تحرير دوينا شياكو.
تعليقات
إرسال تعليق