الانتقال الطاقي هل هوحقيقة أم وهم؟

استشراف المستقبل الواعد وفهمه جيدا يبدأ من فهم الماضي بشكل واضح وجلي؛ فمنذ فجر التاريخ والإنسان يسعى دائما وبشكل متزايد لتوفير وسائل فعالة له للاستجابة لحاجياته النفسية والفيزيولوجية وأساسها التدفئة والماء والطعام، وقد نجح دائمًا في رفع التحدي للتحكم في الطاقة والسيطرة عليها. والأمثلة كثيرة في التاريخ.

فمند تحكمه في النار التي كانت تعتبر بمثابة انعطاف ثقافي في مسلسل التطور البشري استطاع أن يضمن لنفسه طعاما لذيذا وتفنن برع في طهوه وتحصل على التدفئة التى سمحت له بأن يستمتع بالاستحمام والاستجمام. بالاضافة إلى توفير الحماية كذلك من هجمات الحيوانات المتوحشة والكاسرة. أما على المستوى الاقتصادي فقد مكنه استعمال النار إلى تطوير نشاطه الصناعي والحرفي من تمديدمدة ساعات العمل ليشتغل حتى اوقات متأخرة من الليل البارد وكذلك تنويع وتنمية نشاطه المهني مما مكنه سبر وتطويع المعادن.

 فالطاقات المتجددة مكملة لنظام طاقوي موروث مند الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، فهي استمرارية لنهضة علمية شاملة تنوعت فيها الأبحاث والتجارب لتشمل مختلف فروع العلم وأدت إلى اختراعات واكتشافات مهمة.كانت الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر اعلان لعمليات التصنيع الكيميائي الجديدة وإنتاج الحديد، وازدياد استخدام الطاقة البخارية والمائية وتطوير أدوات الآلات. واليوم بعد مرور عدة سنوات من التغني وعزف معزوفة الانتقال الطاقي, فقد تبين أن الانتقال الطاقة لم يبرح مكانه بعد! فالطاقات المتجددة كفاءتها قليلة ومردوديتها ضعيفة، وأجهزتها نفيسة، وصناعة معداتها ملوثة ومكلفة طاقيا.

دراسة تاريخ الطاقة يؤكد أن دورات الطاقة هي دورات طويلة وأن التحولات الكبرى للطاقة تستغرق عدة سنوات وعقود, مما حفز نشأة الانتقال الطاقوي الذي ليس هو الا ظهور حاملات ونواقل طاقبة جديدة كما هو الحال مع الهيدروجين اليوم الذي يعاني من خفته التي لا تطاق، ولكن قبل كل شيء، استخدامات الطاقة الجديدة المتجددة تخول الكثير حتى تبلغ النضج الكثير.






تعليقات