جولة حول العالم تستكشف حلولا أكثر ابتكاراً في مجال الطاقة
الخضراء. وفي هذا الصدد نحاول بدورنا أن نشير إلى بعض المحطات الحرارية الهجينة
المتقدمة تستغنى بشكل ناجح عن المحروقات لتجمع بين الطاقة الريحية والطاقة المائية كما هو الحال في ماديرا،
وكذلك نلفت النظر إلى أن بعض المواطنين في جزيرة سامسو الدنماركية يفضلون
التوربينات الريحية لإنتاج الكهرباء لأنها تتوفر على ثروة هائلة من هذا النوع من
الطاقة وتعرف الجزيرة بهبوب رياح قوية وطاقية هائلة على مدار السنة. أما الجزر
البركانية فهي غنية بالطاقة الحرارية التحت أرضية كما هو معمول به في أيسلندا؛ وفي
جزيرة أوركني الأسكتلندية فيستعملون تقنيات أخرى ترتكز أساسا على حركات الأمواج
والمد والجزر.
ويؤكد المتخصصون هذا الأمر على أرض الواقع، لمكافحة التغير المناخي والتلوث البيئي بحيث سيفضي إلى تحول وانعطاف حقيقي في مجال الطاقة. ومع ذلك، لا تزال الطاقات المتجددة متعثرة وتثير كثيرا من اللغط والانتقادات، فهي تتهم بغلاء كلفتها وضعف مردوديتها وفعاليتها من جهة ومن توفير معداتها التي تصنع في غالب الأحيان بطرق كلاسيكية تعتمد على النفط من جهة أخرى. وعلاوة على ذلك فان الباحثين ورجال الأعمال في ماديرا يكثفون من جهودهم لفرض استغلال الطاقات المتجددة على المواطنين ويشجعون عليها، حيث عملوا على تنمية المحطات الحرارية الأحفورية من التهجين إلى المزج بين الطاقة الريحية والطاقة الهيدروليكية المائية. ففي جزيرة سامسو الدانماركية، فالسكان جد متحمسين لتركيب توربينات لاستغلال هبوب الرياح على بيوتهم، لما تزودهم به من دخل من جراء بيع الفائض من الكهرباء الذي ينتجونه على أسطح البنايات، في حين أثبتت الطاقة الحرارية الأرضية في أيسلندا كفاءتها ورخص ثمنها إلى الحد الذي يجعلها الآن تشجع الشركات على تثبيتها هناك. وأخيرا، فان المركز الأوروبي للطاقة البحرية في جزيرة أوركني الأسكتلندية، يعمل الباحثون بها على تطوير تقنيات واعدة لاستغلال حركات أمواج البحر وحركية المد والجزر بشواطئها.
تعليقات
إرسال تعليق